يقع فريق رأس رمان شرق جنوب المنامة وتنتهي حدوده بجسر الشيخ حمد ويتجاور مع فريق العوضية والذواده .
وسبب تسمية هذه المنطقة برأس رمان ربما يرجع إلى وجود بستان كبير به رمان كان يقع محل مبنى السفارة البريطانية الحالي ، أو سميت بهذه الاسم نتيجة لوجود دوحة لركوب العبارات من المنامة إلى المحرق وهذه الدوحة كانت تشبه رأس الرمانة أو تشبه الرمانة ، فأطلق الناس كلمة رأس الرمان على المنطقة ككل .
لقد كانت منطقة رأس الرمان تمتد حتى فريق العوضية والذواده وأكثر منازل الأهالي وهي من العشش والبرستجات تجاور البحر مكان مبنى السفارة البريطانية حالياً ، كما كانت تحيط بها المزارع والبساتين لا سيما على المنطقة الساحلية المواجهة للبحر ، وكان البحر يصل إلى مدرسة سكينة بنت الحسين الابتدائية للبنات الحالية ، وعندما اختارت الحكومة آنذاك إقامة ما يعرف ببيت الدولة طلبت من الأهالي الساكنين هناك بالنزوح إلى الداخل وترك المنطقة فجاءوا إلى داخل الفريق لا سيما المنطقة المطلة على الشارع الذي أهمل حالياً والذي كان مسوراً منعاً لحوادث المرور من قبل السيارات الذاهبة والقادمة من وإلى المحرق عن طريق جسر الشيخ حمد .
وكان الناس قبل بناء الجسر الذي ربط المنامة بالمحرق والمعروف بجسر الشيخ حمد ينتقلون على مرحلتين الحمير والعربات التي تجرها الحمير ومن ثم العبارات وكان هناك مجرى مائي يخترق رأس رمان يأتي من خارج المنطقة أي من جهة الغرب من عين يقال لها عين الجسور وهذه العين قد شاهدها كل من سعادة أرحمة الدوسري وعلي العرادي بالإضافة إلى ذلك توجد بأكثر المنازل ولاسيما المبنية من طين آبار مائية يطلق عليها الأهالي كلمة جفر للمفرد وجمعها أجفار ومعناها البئر الواسعة ، وكلمة الجفر كلمة عربية فصيحة .
ومن أشهر عوائل رأس رمان أيام زمان عائلة الحاج إبراهيم بن الحاج يوسف بن عبدالله بن أحمد مؤسس أول مأتم في رأس رمان وعائلة الحاج إبراهيم النوخذة أو عائلة الحاج إبراهيم بن ماجد وعائلة عبدعلي بن خليفة وعائلة أحمد بن ناصر وعائلة عبدالله بن محمد وعائلة جاسم بن محمد ، ومن العوائل القديمة والتي ما زالت ذرياتها موجودة أيضاً عائلة الوداعي وعائلة الحاج يوسف بن عبدالله وعائلة محمد بن عبدالله المعروف ببيت أوال وعائلة محمد عبدالرسول وعائلة الحاج يوسف وعائلة سيدهاشم القلاف وعائلة حاجي محسن القلاف وعائلة المطوع وعائلة العرادي وعائلة البوسطة وعائلة الجزيري وعائلة أحمد عباس وعائلة الوادي وعائلة غيث وغيرها .
ويوجد بفريق رأس رمان مسجدان مسجد أبو إبراهيم وهو يقع في أقصى حدود رأس رمان الشرقية ويواجه الجسر ومسجد مساعد .
وكان أكثر الأهالي الذين يريدون العبور إلى المحرق يأتون إلى حدود رأس رمان الشرقية أما الشيوخ من أفراد الأسرة الحاكمة فإنهم عند عبورهم إلى المحرق ينطلقون من نقطة قرب مسجد مساعد المطل على شارع الحكومة .
وتقام في مسجد أبو إبراهيم حالياً صلاة الجماعة التي يؤمنها فضيلة الشيخ السيد جواد الوداعي حيث يزدحم المسجد بالمصلين .
ثم قررت الحكومة ربط المنامة بالمحرق عن طريق إنشاء الجسر وذلك بواسطة ردم المنطقة البحرية الفاصلة بين الجزيرتين بالحجارة والرمل والتبليط ، وقد هندس الجسر على أساس الفتح والإغلاق حسب مواقيت حددت سلفاً وذلك تمكيناً للسفن الكبيرة من الانتقال من الجنوب إلى الشمال وبالعكس دون الالتفاف حول جزيرة المحرق مما يستغرق وقتاً وجهداً ، كما استعمل الجسر لمنع انتقال الاضطرابات من المنامة إلى الحرق وبالع***أيام تواجد الانجليز .
وكما سبق أن ذكرنا أن بيوت الأهالي كانت إما من جريد النخل وأغصانها وجذوعها وحبالها إضافة إلى استعمال المناكير والبمبو والسميم وإما تبنى من طين وحجارة وجص محلي وعربي ودنجل كباقي بيوت البحرين قديماً .
والبيوت الأخيرة يسكنها المقتدرون والأثرياء وطبقة تجار اللؤلؤ ونواخذة البحر .
أما أنشطة السكان الاقتصادية فتنحصر في تجار اللؤلؤ مثل المرحوم الحاج محمد النوخذة الذي كان يملك الجالبوت السودة وعليها النوخذة أبو سعود والسمبوك وعليها النوخذة حسن بن جميل ، وأكثر العاملين على هذه السفن من أهالي رأس رما وهناك من تخصص في صناعة السفن . كما أن بعض الأهالي امتهن صيد السمك والروبيان نظراً لأن البحر يحيط بمنطقتهم من جهتين الشرق والشمال وهناك جماعة امتهنوا استخراج الأحجار والرمال والفروش كمواد بناء من البحر ، وكان الأهالي يستسقون من الكواكب المائية ذات المياه العذبة التي توجد على سواحل البحر متدفقة منها المياه .
نأتي الآن إلى قصة إنشاء المأتم وهو بيت القصيد بعد أن أعطينا فكرة عن البيئة التي نشأ فيها المأتم ، يرجع تأسيس المأتم إلى المرحوم الحاج إبراهيم بن الحاج يوسف بن عبدالله بن أحمد بن سلمان بن إبراهيم بن يوسف بن عبدالله ، وذلك في عهد الشيخ عيسى بن علي منذ ما يزيد على المائة عام ، حيث اشترى أرضاً من البلدية بمبلغ ستة عشر روبية ، وكانت العادة أيام زمان أن تشتري أرضاً في البحر وتطلب من البلدية دفنها ، وكانت طريقة الدفان بدائية حيث تستعمل للدفان مواد القمامة والمخلفات والأنقاض ، وبعد أن اشترى الأرض أقام عليها مبنى بسيطا من الأحجار البحرية والدنجل والطين ، وكان يتكون من ليوان واحد تتوسطه ثلاثة أعمدة ضخمة وليس به نوافذ ويطل على البحر الذي لا يبعد عنه بأكثر من مائة قدم كما كان به شمسية وكانت إضاءة المأتم آنذاك عن طريق المشاعل وكذلك إضاءة طرق مواكب العزاء وبدأ المأتم يؤدي دوره الديني والاجتماعي في وسط أهالي منطقة رأس رمان . وكان خطيب المأتم آنذاك ملا محمد وصانعه ( مساعده وتلميذه ) أسمه ملا محمد أيضاً وهما من البراضعية بالعراق .
وبعد عدة سنين يبدو أن وجهاء الأهالي في ذلك الوقت قد ملوا من الخطيب فجاءوا إلى وارث المؤسس الحاج إبراهيم بن الحاج يوسف بن عبدالله بن أحمد بن سلمان بن إبراهيم بن يوسف بن عبدالله وذلك بعد وفاته وكان خليفته في إدارة شئون المأتم هو الحاج محمد بن إبراهيم بن أحمد المعروف محمد النوخذا وذلك لانه كان تاجر لؤلؤ ويملك سفناً للغوص وذلك لصلة القرابة بين السلف والخلف ، حيث الثاني تزوج بنت الأول وفي أحد الأعوام ومحرم مقبل على الأبواب والحاج محمد النوخذا قد أتفق مع الخطيب ملا محمد البراضعي وإذ ببعض أعيان رأس رمان يأتون لمحمد النوخذا وفيهم الحاج إبراهيم بن ماجد وعبدعلي بن خليفة وأحمد بن ناصر وعبدالله بن محمد وجاسم محمد وعبدعلي بن ناصر ويقولون له ( نحن لا نريد هذا الملا ويقصدون ملا محمد البراضعي ونريد غيره ) فقال لهم الآن قد تعاقدت معه ودفعت له العربون فليقرأ هذه السنة وإن شاء الله في العام القادم سوف أستبدله ، لا سيما وأن محرم على الأبواب وأنا كما تعلمون أبدأ القراءة في 25 من الشهر الذي قبله وهو ذو الحجة ولا وقت للتعاقد مع غيره وإنهاء التعاقد معه ) ، فما كان منهم إلا أن قالوا له نحن لا نريدك أن تقرأ وتقيم العزاء ، فقال لهم على الرحب والسعة وأغلق المأتم في تلك السنة وحوله إلى مخزن للوازم سفنه ، حيث وضع فيه الأخشاب وغيرها من لوازم الغوص . وأرسل للخطيب وصانعه أجرته كاملة ومبلغ آخر لإقامة مجلس عزاء بالعراق بأسم الحاج محمد النوخذا البحراني .
وفي تلك السنة لم يستطع أهالي رأس رمان أفتتاح مأتم لهم فذهبوا إلى مأتم بن رجب الذي كانوا أصلاً يشتركون معه في الأستماع للخطيب .
ولما لمس من الجماعة الالتفاف حوله وأنهم لن يخذلوه مرة أخرى أشترى من البلدية أربع سمايد ( أراض ) داخل الفريق بمبلغ 1500 روبية واحدة بنى عليها مسجداً وأخرى منحها رجل دين فاضل لبناء بيت له والثالثة نوى إقامة مأتم عليها ، حيث أخذ يجلب مواد البناء من أحجار ودنجل وجذوع وحبال وطين وجص محلي وعربي ، وكان الحاج محمد النوخذا لا يطلب مساعدة أحد بل كان يقول لهم أنا لن أطلب منكم مساعدتي في تمويل المأتم ولكن من يريد أن يدفع فلن أقول له لا مهما كان المبلغ ضيئلاً .
وفي أحد الأيام قال الحاج محمد النوخذا لمستمعي المأتم وكانوا في مجلسه هذا المكان ليس مأتمكم بل إن مأتمكم هناك وأوضح لهم مشروعه الذي يعتزم إنجازه وهو بناء مأتم جديد للمنطقة ، ولكن الموت عاجل الحاج محمد النوخذا قبل أن يشيد المأتم فتحولت إدارة المأتم إلى إدارة جماعية وهذا ما كان أهالي رأس رمان يسعون إليه منذ أمد .
ومن الجدير ذكره أنه لما توى مؤسس المأتم الحاج إبراهيم وتسلم الحاج محمد النوخذا شئون المأتم أراد أن يسند مسئولية إدارة المأتم إلى الشيخ عبدالله بن عيسى الحداد وهو رجل مؤمن ولكن الأخير لمشاغله الكثيرة رفض ذلك فرجعت المسئولية إلى الحاج محمد النوخذا وبعد وفاته أصبحت الإدارة جماعية . والمأتم الآن تحت إدارة الأوقاف الجعفرية وتعاونت الأطراف على إعادة بناء المأتم كما هو موجود الآن في مكانه الحالي وكان يتصدر ذلك الحاج حسن بن علي بن أحمد .
بعد أن مكث مغلقاً عدة سنين وتحول إلى خربة وبابه الكبير ونوافذه تحولت إلى آثار ، وقد ساعد على انتعاش دور المأتم الأوقاف التي أوقفها المرحوم محمد النوخذة للمأتم ، وقد أجريت للمأتم عدة إصلاحات وترميمات بواسطة المقاول الحاج عباس أحمد ، ثم أخذت الفكرة لدى شباب ورجال رأس رمان تتبلور في وجوب إلغاء الشمسية وعمل قبة للمأتم ، ثم تطورت الفكرة إلى إعادة بناء المأتم من جديد حدث هذا منذ عام 1409هـ الموافق 1988م وقدرت تكلفة البناء ستين ألف دينار وفرت عن طريق حملة تبرعات كبيرة ومساعدة من إدارة الأوقاف الجعفرية وقد امتدت حملات التبرعات مدة أربع سنوات وبحصيلة إجمالية 19 ألف دينار وقام بالمقاولة ميرزا عبدالله بن ضيف وقد مد التيار الكهربائي ولوازمه أحد المواطنين أما الأبواب فقد تبرع بها شخص آخر وكذلك المكيفات الكهربائية جاءت من إدارة الأوقاف الجعفرية وهذا يعني أن بناء المأتم الحالي جاء نتيجة لصدق العزيمة وتضافر الجهود وأسندت إدارة المأتم حالياً إلى عبدالحسين النوخذة ابن الحاج محمد النوخذا .
وأشهر خطباء المأتم منذ قيامه وحتى الآن : ملا محمد من البراضعية بالعراق والشيخ محمد علي حميدان والملا الشيخ عبدالكريم والشيخ عبدالغني والملا سيدعلي الوداعي وسيدهاشم الوداعي وملا عبدالحسين من قرية الغريفة والخطيب محمد حسن الشخص وهو عراقي مشهور وملا عبدالزهراء وهو من العراق أيضاً والملا الحساوي وهو من الإحساء بالمملكة العربية السعودية .
ويعد موكب عزاء رأس رمان من كبار مواكب العزاء في المنامة .
وسبب تسمية هذه المنطقة برأس رمان ربما يرجع إلى وجود بستان كبير به رمان كان يقع محل مبنى السفارة البريطانية الحالي ، أو سميت بهذه الاسم نتيجة لوجود دوحة لركوب العبارات من المنامة إلى المحرق وهذه الدوحة كانت تشبه رأس الرمانة أو تشبه الرمانة ، فأطلق الناس كلمة رأس الرمان على المنطقة ككل .
لقد كانت منطقة رأس الرمان تمتد حتى فريق العوضية والذواده وأكثر منازل الأهالي وهي من العشش والبرستجات تجاور البحر مكان مبنى السفارة البريطانية حالياً ، كما كانت تحيط بها المزارع والبساتين لا سيما على المنطقة الساحلية المواجهة للبحر ، وكان البحر يصل إلى مدرسة سكينة بنت الحسين الابتدائية للبنات الحالية ، وعندما اختارت الحكومة آنذاك إقامة ما يعرف ببيت الدولة طلبت من الأهالي الساكنين هناك بالنزوح إلى الداخل وترك المنطقة فجاءوا إلى داخل الفريق لا سيما المنطقة المطلة على الشارع الذي أهمل حالياً والذي كان مسوراً منعاً لحوادث المرور من قبل السيارات الذاهبة والقادمة من وإلى المحرق عن طريق جسر الشيخ حمد .
وكان الناس قبل بناء الجسر الذي ربط المنامة بالمحرق والمعروف بجسر الشيخ حمد ينتقلون على مرحلتين الحمير والعربات التي تجرها الحمير ومن ثم العبارات وكان هناك مجرى مائي يخترق رأس رمان يأتي من خارج المنطقة أي من جهة الغرب من عين يقال لها عين الجسور وهذه العين قد شاهدها كل من سعادة أرحمة الدوسري وعلي العرادي بالإضافة إلى ذلك توجد بأكثر المنازل ولاسيما المبنية من طين آبار مائية يطلق عليها الأهالي كلمة جفر للمفرد وجمعها أجفار ومعناها البئر الواسعة ، وكلمة الجفر كلمة عربية فصيحة .
ومن أشهر عوائل رأس رمان أيام زمان عائلة الحاج إبراهيم بن الحاج يوسف بن عبدالله بن أحمد مؤسس أول مأتم في رأس رمان وعائلة الحاج إبراهيم النوخذة أو عائلة الحاج إبراهيم بن ماجد وعائلة عبدعلي بن خليفة وعائلة أحمد بن ناصر وعائلة عبدالله بن محمد وعائلة جاسم بن محمد ، ومن العوائل القديمة والتي ما زالت ذرياتها موجودة أيضاً عائلة الوداعي وعائلة الحاج يوسف بن عبدالله وعائلة محمد بن عبدالله المعروف ببيت أوال وعائلة محمد عبدالرسول وعائلة الحاج يوسف وعائلة سيدهاشم القلاف وعائلة حاجي محسن القلاف وعائلة المطوع وعائلة العرادي وعائلة البوسطة وعائلة الجزيري وعائلة أحمد عباس وعائلة الوادي وعائلة غيث وغيرها .
ويوجد بفريق رأس رمان مسجدان مسجد أبو إبراهيم وهو يقع في أقصى حدود رأس رمان الشرقية ويواجه الجسر ومسجد مساعد .
وكان أكثر الأهالي الذين يريدون العبور إلى المحرق يأتون إلى حدود رأس رمان الشرقية أما الشيوخ من أفراد الأسرة الحاكمة فإنهم عند عبورهم إلى المحرق ينطلقون من نقطة قرب مسجد مساعد المطل على شارع الحكومة .
وتقام في مسجد أبو إبراهيم حالياً صلاة الجماعة التي يؤمنها فضيلة الشيخ السيد جواد الوداعي حيث يزدحم المسجد بالمصلين .
ثم قررت الحكومة ربط المنامة بالمحرق عن طريق إنشاء الجسر وذلك بواسطة ردم المنطقة البحرية الفاصلة بين الجزيرتين بالحجارة والرمل والتبليط ، وقد هندس الجسر على أساس الفتح والإغلاق حسب مواقيت حددت سلفاً وذلك تمكيناً للسفن الكبيرة من الانتقال من الجنوب إلى الشمال وبالعكس دون الالتفاف حول جزيرة المحرق مما يستغرق وقتاً وجهداً ، كما استعمل الجسر لمنع انتقال الاضطرابات من المنامة إلى الحرق وبالع***أيام تواجد الانجليز .
وكما سبق أن ذكرنا أن بيوت الأهالي كانت إما من جريد النخل وأغصانها وجذوعها وحبالها إضافة إلى استعمال المناكير والبمبو والسميم وإما تبنى من طين وحجارة وجص محلي وعربي ودنجل كباقي بيوت البحرين قديماً .
والبيوت الأخيرة يسكنها المقتدرون والأثرياء وطبقة تجار اللؤلؤ ونواخذة البحر .
أما أنشطة السكان الاقتصادية فتنحصر في تجار اللؤلؤ مثل المرحوم الحاج محمد النوخذة الذي كان يملك الجالبوت السودة وعليها النوخذة أبو سعود والسمبوك وعليها النوخذة حسن بن جميل ، وأكثر العاملين على هذه السفن من أهالي رأس رما وهناك من تخصص في صناعة السفن . كما أن بعض الأهالي امتهن صيد السمك والروبيان نظراً لأن البحر يحيط بمنطقتهم من جهتين الشرق والشمال وهناك جماعة امتهنوا استخراج الأحجار والرمال والفروش كمواد بناء من البحر ، وكان الأهالي يستسقون من الكواكب المائية ذات المياه العذبة التي توجد على سواحل البحر متدفقة منها المياه .
نأتي الآن إلى قصة إنشاء المأتم وهو بيت القصيد بعد أن أعطينا فكرة عن البيئة التي نشأ فيها المأتم ، يرجع تأسيس المأتم إلى المرحوم الحاج إبراهيم بن الحاج يوسف بن عبدالله بن أحمد بن سلمان بن إبراهيم بن يوسف بن عبدالله ، وذلك في عهد الشيخ عيسى بن علي منذ ما يزيد على المائة عام ، حيث اشترى أرضاً من البلدية بمبلغ ستة عشر روبية ، وكانت العادة أيام زمان أن تشتري أرضاً في البحر وتطلب من البلدية دفنها ، وكانت طريقة الدفان بدائية حيث تستعمل للدفان مواد القمامة والمخلفات والأنقاض ، وبعد أن اشترى الأرض أقام عليها مبنى بسيطا من الأحجار البحرية والدنجل والطين ، وكان يتكون من ليوان واحد تتوسطه ثلاثة أعمدة ضخمة وليس به نوافذ ويطل على البحر الذي لا يبعد عنه بأكثر من مائة قدم كما كان به شمسية وكانت إضاءة المأتم آنذاك عن طريق المشاعل وكذلك إضاءة طرق مواكب العزاء وبدأ المأتم يؤدي دوره الديني والاجتماعي في وسط أهالي منطقة رأس رمان . وكان خطيب المأتم آنذاك ملا محمد وصانعه ( مساعده وتلميذه ) أسمه ملا محمد أيضاً وهما من البراضعية بالعراق .
وبعد عدة سنين يبدو أن وجهاء الأهالي في ذلك الوقت قد ملوا من الخطيب فجاءوا إلى وارث المؤسس الحاج إبراهيم بن الحاج يوسف بن عبدالله بن أحمد بن سلمان بن إبراهيم بن يوسف بن عبدالله وذلك بعد وفاته وكان خليفته في إدارة شئون المأتم هو الحاج محمد بن إبراهيم بن أحمد المعروف محمد النوخذا وذلك لانه كان تاجر لؤلؤ ويملك سفناً للغوص وذلك لصلة القرابة بين السلف والخلف ، حيث الثاني تزوج بنت الأول وفي أحد الأعوام ومحرم مقبل على الأبواب والحاج محمد النوخذا قد أتفق مع الخطيب ملا محمد البراضعي وإذ ببعض أعيان رأس رمان يأتون لمحمد النوخذا وفيهم الحاج إبراهيم بن ماجد وعبدعلي بن خليفة وأحمد بن ناصر وعبدالله بن محمد وجاسم محمد وعبدعلي بن ناصر ويقولون له ( نحن لا نريد هذا الملا ويقصدون ملا محمد البراضعي ونريد غيره ) فقال لهم الآن قد تعاقدت معه ودفعت له العربون فليقرأ هذه السنة وإن شاء الله في العام القادم سوف أستبدله ، لا سيما وأن محرم على الأبواب وأنا كما تعلمون أبدأ القراءة في 25 من الشهر الذي قبله وهو ذو الحجة ولا وقت للتعاقد مع غيره وإنهاء التعاقد معه ) ، فما كان منهم إلا أن قالوا له نحن لا نريدك أن تقرأ وتقيم العزاء ، فقال لهم على الرحب والسعة وأغلق المأتم في تلك السنة وحوله إلى مخزن للوازم سفنه ، حيث وضع فيه الأخشاب وغيرها من لوازم الغوص . وأرسل للخطيب وصانعه أجرته كاملة ومبلغ آخر لإقامة مجلس عزاء بالعراق بأسم الحاج محمد النوخذا البحراني .
وفي تلك السنة لم يستطع أهالي رأس رمان أفتتاح مأتم لهم فذهبوا إلى مأتم بن رجب الذي كانوا أصلاً يشتركون معه في الأستماع للخطيب .
ولما لمس من الجماعة الالتفاف حوله وأنهم لن يخذلوه مرة أخرى أشترى من البلدية أربع سمايد ( أراض ) داخل الفريق بمبلغ 1500 روبية واحدة بنى عليها مسجداً وأخرى منحها رجل دين فاضل لبناء بيت له والثالثة نوى إقامة مأتم عليها ، حيث أخذ يجلب مواد البناء من أحجار ودنجل وجذوع وحبال وطين وجص محلي وعربي ، وكان الحاج محمد النوخذا لا يطلب مساعدة أحد بل كان يقول لهم أنا لن أطلب منكم مساعدتي في تمويل المأتم ولكن من يريد أن يدفع فلن أقول له لا مهما كان المبلغ ضيئلاً .
وفي أحد الأيام قال الحاج محمد النوخذا لمستمعي المأتم وكانوا في مجلسه هذا المكان ليس مأتمكم بل إن مأتمكم هناك وأوضح لهم مشروعه الذي يعتزم إنجازه وهو بناء مأتم جديد للمنطقة ، ولكن الموت عاجل الحاج محمد النوخذا قبل أن يشيد المأتم فتحولت إدارة المأتم إلى إدارة جماعية وهذا ما كان أهالي رأس رمان يسعون إليه منذ أمد .
ومن الجدير ذكره أنه لما توى مؤسس المأتم الحاج إبراهيم وتسلم الحاج محمد النوخذا شئون المأتم أراد أن يسند مسئولية إدارة المأتم إلى الشيخ عبدالله بن عيسى الحداد وهو رجل مؤمن ولكن الأخير لمشاغله الكثيرة رفض ذلك فرجعت المسئولية إلى الحاج محمد النوخذا وبعد وفاته أصبحت الإدارة جماعية . والمأتم الآن تحت إدارة الأوقاف الجعفرية وتعاونت الأطراف على إعادة بناء المأتم كما هو موجود الآن في مكانه الحالي وكان يتصدر ذلك الحاج حسن بن علي بن أحمد .
بعد أن مكث مغلقاً عدة سنين وتحول إلى خربة وبابه الكبير ونوافذه تحولت إلى آثار ، وقد ساعد على انتعاش دور المأتم الأوقاف التي أوقفها المرحوم محمد النوخذة للمأتم ، وقد أجريت للمأتم عدة إصلاحات وترميمات بواسطة المقاول الحاج عباس أحمد ، ثم أخذت الفكرة لدى شباب ورجال رأس رمان تتبلور في وجوب إلغاء الشمسية وعمل قبة للمأتم ، ثم تطورت الفكرة إلى إعادة بناء المأتم من جديد حدث هذا منذ عام 1409هـ الموافق 1988م وقدرت تكلفة البناء ستين ألف دينار وفرت عن طريق حملة تبرعات كبيرة ومساعدة من إدارة الأوقاف الجعفرية وقد امتدت حملات التبرعات مدة أربع سنوات وبحصيلة إجمالية 19 ألف دينار وقام بالمقاولة ميرزا عبدالله بن ضيف وقد مد التيار الكهربائي ولوازمه أحد المواطنين أما الأبواب فقد تبرع بها شخص آخر وكذلك المكيفات الكهربائية جاءت من إدارة الأوقاف الجعفرية وهذا يعني أن بناء المأتم الحالي جاء نتيجة لصدق العزيمة وتضافر الجهود وأسندت إدارة المأتم حالياً إلى عبدالحسين النوخذة ابن الحاج محمد النوخذا .
وأشهر خطباء المأتم منذ قيامه وحتى الآن : ملا محمد من البراضعية بالعراق والشيخ محمد علي حميدان والملا الشيخ عبدالكريم والشيخ عبدالغني والملا سيدعلي الوداعي وسيدهاشم الوداعي وملا عبدالحسين من قرية الغريفة والخطيب محمد حسن الشخص وهو عراقي مشهور وملا عبدالزهراء وهو من العراق أيضاً والملا الحساوي وهو من الإحساء بالمملكة العربية السعودية .
ويعد موكب عزاء رأس رمان من كبار مواكب العزاء في المنامة .