السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على محمد النبي وعلى اهل بيته الطيبين
** القشعريرة : هي جـرس إنذار مبكر لحالة شعورية حـرجـة ... والقشعريرة : هي إحساس لا يوصف ، وحركة عضوية خلقها الله في الإنسان ، وهي نوع من الدفـق الحـراريّ الذي يضخّ فجأة في داخل الشرايين والأطراف فينفض البدن نفضة غريبة ومتنوّعـة ، نشعر بها في أجسامنا ، ونلاحظها على أجسام الآخرين من حولنا ... ، وهي هـزّة في البدن كأنـّما تـصـّعــد من الأسفل إلى الأعلى وتنتهي عند الأكتاف ، وهي مثل الهـزّة التي تعتري الجسم إذا تعرّض لصعقة كهربائية قوتها
(60 فولت) ، وهي ضخّ مفاجئ للدّم في عروق وشرايين الجسم ... ولكم أن تأتون بالكثير من تفسير هذه الحالة الفطرية عند الإنسان وحسب تجاربكم وخبراتكم .
** وللقشعريرة أسباب تعمل على تنشيطها وإستدرارها ، وهي أسباب مختلفة في حدوثها بين الناس ، فهناك القشعريرة من ((الـبـّرد)) ، وهناك القشعريرة من ((الخـوف)) ، وهناك القشعريرة من ((الـخـشـوع)) ، وهناك القشعريرة من ((الـحـبّ)) ، وهناك القشعريرة من ((الأمـومـة)) ، وهناك القشعريرة من مشاهد الموتى والجرحى والمصابين بشكل مرعـّب والدماء ، وهناك القشعريرة من مواقف ((الـرحـمــة)) ، و ((الـوفــاء)) ، و ((الـلـقــاء)) ، وهناك القشعريرة من ((الـلـّمـس)) أو ((الـجـّس)) ، وهناك القشعريرة من ((الألـم)) ، ،،، وغيرها من أنواع القشعريرة .
** والقشعريرة رحـمة من الله وإعجاز بديع ، والقشعريرة معيار تقيس به بعض إنفعالاتك الطبيعية تجاه المواقف والأحداث التي تـمـرّ بك خلال حياتك اليومية ، وهي مقياس لدرجات الصفات الوجدانية عند كل البشر ، مثل (رقـّة القلب) ، و (الرحمة) و (الخشوع) ، و (الحبّ) وغيره ... وهذه أمثلة تذكيرية لحدوث (القشعريرة) في الجسم ، وربما شعرنا بمثلها أو ما يُشابهها في حياتنا اليومية :
ـــ حينما تشعر بالبرد أو بماء بارد على جسمك .
ـــ حينما تواجه موقفا مخيفا فجأة ، أو تسير في الظلام ، أو تُفاجئك ((قـطـّة)) في الطريق .
ـــ حينما يخشع قلبك من سماع (( آيــة أو آيــات )) بصوت قارئ شجيّ ومـُبـكـي .
ـــ حينما تسمع نشيدا حماسيّا ، أو حزينا ً،أو مرثية ، بصوت منشد .
ـــ حينما تتلو القرآن وتتدبّره وتمرّ بك آيات عن الجنّة وآيات عن النّار ، وتمر بك آيات أسماء الله وصفاته ، أو آيات إعجازه سبحان في خلق الإنسان والسموات والأرض والكواكب والنجوم ,...الخ .
** وأعـذب أنواع (القشعريرة) ، وأرفعها منزلة ، وأغلاها ثمنا ، وأندرها وجودا ، هي قشعريرة البدن التي تصاحب {{الخـشـّوع لله}} ، وهي قشعريرة (ربـّانـيـّة) عبودية مخلصة وصادقة ، يـؤتـيها الله من يشاء من عباده الصالحين ((اللهم إننا نسألك من فضلك)) .
** وقشعريرة (الخشوع) تحدث في الغالب في (الصلاة) وعند سماع أو قراءة (القرآن) بتدبّر ، ولها أدوات وخصائص وجدانية عميقة يتلذّذ بها الصالحون من عباد الله ، ويعيشونها في (صلاة الليل) وعند (تلاوة القرآن) ، وهي قشعريرة مدهشة في إحساسها ، عميقة في آثارها ، يتحقق بها شيء من عبوديتك لله وإنكسارك له وخوفك منه ورجاءك لرحمته وفضله ، وتلبس بها سرابيل الرضا والتوكّل والثقة بالله في حياتك الخاصة والعامة ..
** والقشعريرة نوعان هما :
ـــ قشعريرة طبيعية ، وهي التي تحدث بفعل المؤثرات (الخارجية) والماديّة .
ـــ قشعريرة تأتيك هي وتطلبك وتتغشّاك طـوعـاً نتيجة للتفاعل الرّوحي والوجداني والمتصل بـ((الـقـلـب الـسّـلـيــم)) مع ربّك وإلهك وخالقك ، والتلذّذ بعبودية الله والبكاء بين يديه .
** والقشعريرة الطبيعية (طبيعية) في معظم البشر ، ولكنها بدرجات متفاوتة بين مختلف صفاتهم وخصائص شخصياتهم ، وتكثر هذه القشعريرة الطبيعية عند ذوي القلوب الرقيقة ، وعند الأطـفال ، والنساء ، والفقراء ، والمرضى ...الخ .
** أما القشعريرة الأخرى ، فهي قشعريرة ((خـاصّــة)) ، لا تتحقق إلا لمن أتاه الله فضل الهداية وقـوّة الإيمان ، وصدق العمل ، وهي قشعريرة تلازم (الـخـشــوع) في أكثر أحوالها ، والخشوع يحدث في أغلب أحواله في (الصلاة وتلاوة القرآن) .